مجرد رأي
مجرد رأي
elkhbar02190310.jpgمر الشتاء ومازال تعداد الشعب الجزائري 8, 34 مليون نسمة، أي أنهم لم يموتوا بأنفلونزا الخنازير، رغم أنهم رفضوا التلقيح والانصياع لتعليمات وزير الفلاحة السابق ووزير الصحة الحالي سعيد بركات. وبغض النظر عن فضيحة الكمية الكبيرة للقاح التي ما تزال في مخازن المخابر ومديريات الصحة دون استعمال، فإن الهلع الذي تسببت فيه الأخبار اليومية عن الوفيات في المدارس ومصالح الولادة في المستشفيات لن ينسى. كما لن ينسى التلاميذ الذهاب إلى المدرسة بكمامات تستخدم في البناء أو لدهن السيارات لأنهم لم يجدوا كمامات طبية، والعائلات التي اقتنت صابونا مستوردا يفوق سعره 500 دينار، لأنهم لم يريدوا المخاطرة بصحة أولادهم.
وزير الصحة في بطالة إجبارية منذ انتهاء حملة التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير، لسبب بسيط، وهو أن قطاعه مشلول بإضراب عام للأطباء منذ ثلاثة أشهر، دون أن يتمكن من إيجاد حل له، لدرجة أن الأطباء فهموا أنه لا يملك الحل والعقد، فاتجهوا إلى رئاسة الجمهورية. وإن لم يجرؤ بركات على الاقتداء بزميله في الحكومة أبوبكر بن بوزيد، الذي هدد بطرد كل الأساتذة المضربين، إلا حاول استخدام أسلوب التخويف هو أيضا، من خلال تصريح غريب يقول فيه إن القرار الأخير سيعود للدولة وليس للنقابات، في الوقت الذي يعترف فبه أن الحوار مستمر.
ماذا لو استخدمت الأموال التي صرفت في شراء لقاح بدأت الشكوك حوله قبل أن يصل إلى الجزائر، في شراء أدوية لمرضى السرطان الذين يموت منهم خمسون كل يوم، أو لشراء بعض لقاحات الرضع المفقودة في المستشفيات، ويضطر بعض الأولياء لجلبها بالطرابندو.
وإلى أن يثبت العكس، فإن الأطباء هم الذين كانوا على حق عندما حذروا من فشل حملة التلقيح، لأنها جرت دون استشارتهم وفي غيابهم لأنهم كانوا في إضراب. أما المنظمة العالمية للصحة التي أصدرت التوصيات وأمرت بشراء اللقاحات، فلن تكون هنا لتدافع عن بركات، وسيضطر لتحمّل تبعات قراراته لوحده.
قد يكون الوزير بركات الذي تحدث يوما وقال إن رئيس الجمهورية أعطاه تعليمات صارمة بعدم ادخار أي جهد وصرف كل الأموال اللازمة لحماية الجزائريين من الأنفلونزا، عمل بمنطق ''الرئيس على حق دائما''، لكن مسؤوليته كاملة وغير منقوصة، كما أن راتبه تلقاه كاملا وغير منقوص
4
http://www.elkhabar.com/quotidien/?idc=54